اهمية الخميرة في غذاء الحيوان

مقدمـــــــــة

لابد وأن أعتذر على التوقف مؤقتاً عن نشر مقالات عن فساد الأغذية بواسطة الخمائر، وذلك لأن البعض وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور أكرم حمدي طلب مني أن أكتب عن علاقة الخمائر بتغذية الحيوانات، ورغم أنني أعلم أن الدكتور أكرم حمدي يعرف أكثر مما سوف أقوله إلا أنني أجدها فرصة لأقدم لمربي الحيوانات ما في حوزتي من هذه الناحية 

   استجابة الإنتاج لإضافة مزارع ميكروبية لعلائق المجترات

لابد أولاً من الإشارة إلى أن مزرعة الخميرة المستخدمة في تغذية الحيوان هي منتج جاف يتكون من الخميرة والبيئة التي نميت عليها، تم تجفيفها بطريقة تحافظ على حيويتها. وخصائص خميرة الخبيز(  Saccharomyces cerevisiae) من حيث الاستساغة والقدرة على النمو في كرش الحيوان، تجعل هذه الخميرة نموذجية لإنتاج مزرعة الخميرة. كما أن قدرة هذه الخميرة على استهلاك الأكسجين، يساعد  على نمو البكتيريا غير الهوائية إجباراً، والتي لها فوائد متعددة في معدة الحيوان. وبالإضافة إلى ذلك فإن الحقيقة التي أصبحت معروفة تماماً عن خميرة الخبيز، من حيث أنها آمنة وأنه يمكن إنتاج كميات هائلة منها باستخدام مواد خام رخيصة الثمن، تجعل هذه الخميرة جذابة لاستخدامها في تغذية الحيوانات. وهناك كثير من الأبحاث العلمية الحيوية التي توضح أساسيات وقواعد هذا النوع  من الغذاء في الحفاظ على صحة الحيوان ورفع جودة اللحوم أو البيض.

يوجد  حالياً نتائج عدد ضخم من أبحاث التغذية التي تدعم وتؤيد إضافة مزرعة الخميرة إلى غذاء مواشي اللبن، ومواشي اللحم، والأغنام، والماعز، والخيل، والدواجن، والكلاب. ولكن لابد أن نعلم  أن استجابة الحيوانات للتغذية على مزرعة الخميرة تختلف باختلاف نوع الحيوان، تركيب العليقة ، ونوع الخميرة المستخدمة.  والجدول رقم (1) يوضح بعض معايير  استجابة بعض حيوانات المزرعة نتيجة تغذيتها على عليقة تحتوي على مزرعة خميرة .

جدول (1): استجابة حيوانات المزرعة والدواجن لتدعيم العليقة بمزرعة الخميرة

وهناك عدة تفسيرات للفوائد التي يتم الحصول عليها من إضافة الخميرة الحية إلى علائق الحيوانات:

أول هذه التفسيرات أن مزرعة الخميرة تلعب دور هام في زيادة كفاءة تخمر المواد السليولوزية ، وفي زيادة الكتلة الحيوية من الميكروبات في معدة الحيوانات (نتيجة استمرار تكاثر الخميرة ومساعدتها في تكاثر البكتيريا) . ومن المعروف أن وجود نظام كفء لهضم المواد السليولوزية، ووجود تصنيع كفء للبروتين الميكروبي، هما اعتباران هامان جداً لصحة الحيوان. ذلك لأن هضم المواد السليولوزية الجيد، يمد الحيوان بالطاقة في صورة أحماض دهنية طيارة، كما أن وجود البروتين في صورة كتل حيوية من الميكروبات، ثم تكسير هذا البروتين يمد الحيوان بالأحماض الأمينية اللازمة.  ومفتاح الحصول على هضم جيد للمواد السليولوزية هو كفاءة عملية التخمر في القناة الهضمية. وعلى أية حال تختلف كفاءة هذه التخمرات حسب عوامل كثيرة مثل أنواع العلائق المختلفة ونسبة القش إلى الحبوب في تركيب هذه العلائق. فإذا كانت العليقة تحتوي على نسبة كبيرة من الحبوب، فهذا يعني وجود تركيز عالي من النشا، وهو مادة غنية بالطاقة ينتج عنها تخمر سريع، وإنتاج أحماض عضوية ، وانخفاض في رقم الـ pH. وعلى العكس من ذلك، يتخمر السليلوز والمواد الكربوهيدراتية البنائية الأخرى في العليقة ببطئ مع تغير أقل في رقم الـ pH في بيئة المعدة. تؤثر كذلك الاختلافات في أنماط التغذية ، مثل تقديم العلف والحبوب في صورة مطحونة مختلطة مع بعضها أو تقديمها منفصلة للحيوان، على أنماط التخمر في معدة الحيوان. وفي كل الحالات فإن الخميرة المضافة، توفر العناصر الغذائية والفيتامينات اللازمة لنمو ميكروبات تكسير مواد العلف المختلفة. ومدى توفر الظروف المناسبة التي تجعل الخميرة تقوم بوظيفتها ، له أهمية كبيرة  في فهم مقدرة هذه الخميرة على تحسين إنتاج الحليب أو اللحم.

إن الاستجابة المفيدة المتحصل عليها نتيجة إضافة ميكروبات لبيئة الكرش تركزت على نشاط مزرعة خميرة الخبيز عندما استخدمت كمدعم لعلائق الأغنام أو الماشية. ويبدوا أن مفتاح التأثيرات المفيدة لإضافة خميرة حية إلى أغذية الحيوانات، يعود إلى مقدرتها على أن تتكاثر بشدة في العليقة قبل أن يتناولها الحيوان (تم التأكد من ذلك بحثياً) ثم تبقى نشطة في المعدة من الناحية الميتابوليزمية ، حيث أكد كثير من العلماء أن الخميرة تظل حية وتتكاثر في معدة الحيوان. لقد وجد Huber أن إنتاج الحليب من الأبقار التي أضيف إلى غذائها مزرعة الخميرة زاد بمقدار 1.2 لتر/يوم. إن إضافة مزرعة الخميرة تساعد مساعدة معنوية في هضم العليقة مما يجعل الحيوان يقبل على الغذاء وينتج عن ذلك زيادة في المقدار الممتص من العناصر الغذائية، تمد الحيوان بالطاقة اللازمة لإنتاج اللبن. وقد وجد أن أثر مزرعة الخمير الحية يظهر بشكل أوضح عندما تكون العليقة محتوية على عناصر غذائية مركزة، فعلى سبيل المثال عندما تم تغذية عجول أبقار اللحم على عليقة تحتوي على بروتين مركز وكان الوزن الأصلي لكل منها، حوالي 240 كجم، اكتسب كل منها حوالي 19% زيادة في الوزن نتيجة إضافة مزرعة الخميرة الحية بالمقارنة بالعجول التي قدم لها نفس العليقة ولكن لم يقدم لها مزرعة الخميرة الحية.

يمكن الحصول على مزيد من المعلومات من الجدول رقم (2)، الذي يوضح الأوزان المكتسبة نتيجة إضافة الخميرة إلى العلائق العادية لعجول اللحم. كما وجد أيضاً أن كفاءة تحويل الأغذية أي كفاءة تمثيل الأغذية وتحويلها إلى لحم أو حليب تزداد زيادة معنوية نتيجة إضافة مزرعة الخميرة.

جدول (2): الوزن المكتسب لعجول اللحم نتيجة إضافة 100 جرام مزرعة خميرة إلى العليقة /يوم/عجل

المصدر: كتاب تكنولوجيا الخمائر

 <-->