«برما» ... قرية الدواجن الأولى: تقدم 33 في المئة من الإنتاج المصري

قرية برما... إحدى أكبر قرى محافظة الغربية «125 كيلو مترا شمال القاهرة» وهي أيضا أكبر معقل لتربية وتجارة الدواجن في مصر، والتي توفر نحو 33% من الإنتاج المحلي من الدجاج والبط والأوز، فالقرية البالغ تعداد سكانها 150 ألف نسمة تضم ما يقرب من 2000 مزرعة، وبها أيضا «15» مجزرا آليا لذبح الدواجن وبيعها مجمدة، بخلاف بيعها حية، معظم الأهالي لايعرفون مهنة سوى العمل في هذه المزارع وحتى من لايملك مزرعة يقوم بتربية الدواجن في منزله ضاربا عُرض الحائط بأي أضرار تنتج عن ذلك الفعل فالمهم هو العمل وبالذات في هذه المهنة المربحة.
«الراي» ذهبت إلى القرية.. وبمجرد الوصول إليها وجدنا المزارع وأصوات الدواجن في كل ركن بها والتقينا مع أحد أصحاب المزارع ويدعى إبراهيم رمضان وقال: العمل في تربية الدواجن انتشر بالقرية منذ أكثر من 100 عام على أيدي أجدادنا الذين كانوا يعملون كباعة للطيور بالتجول بين القرى المجاورة وكانت الكميات قليلة ويقومون بتربيتها في المنازل وتدريجيا أصبحت المهنة السائدة في القرية كلها وانتشرت المزارع بشكل كبير جدا وكذلك العشش بالمنازل.
وأضاف: الأهالي في القرية خبراء في عملية التربية ويتعين على من يعمل في هذا المجال من القرى والمحافظات المجاورة وذلك بالخبرة التي يتوارثونها ولا يفشون أسرارها لأي شخص غريب.
وأوضح مسعد سالم ـ صاحب مزرعة ـ أنه بالرغم من المخاوف من فيروس أنفلونزا الطيور والذي تسبب في إغلاق أكثر من مزرعة بالقرية العام الماضي فإن تربية الدواجن مستمرة لأنها مصدر الدخل الوحيد والأساسي للأهالي ولذلك فقد تحدوا الخطر واستمروا في العمل، ولفت إلى أن الأهالي لم يعودوا يهتمون بالزراعة وأن معظم الفلاحين حولوا أراضيهم إلى مزارع، وأقل مزرعة موجودة تصل مساحتها إلى نحو 4 آلاف متر وترتفع لأكثر من طابق تضم جميع أنواع الدواجن والبط والأوز وغيرها.
وقال أيمن شوقي ـ تاجر دواجن ـ: القرية تخرج منها يوميا أكثر من مليون دجاجة وبطة وأوزة يتم توزيعها على تجار المحافظات الأخرى وكذلك للمطاعم والفنادق والقرى السياحية بشرم الشيخ والغردقة، بخلاف البيع للتجار المتجولين الذين يحضرون إلى القرية بدراجاتهم التي تحمل خلفها أقفاصا لوضع الدجاج الذي يحصلون عليه تمهيدا لبيعها في قرى ومدن المحافظات المجاورة.
واشار إلى أن ارباح العمل في مجال الدواجن معقول فقد يصل المكسب الشهري للتاجر المتجول إلى 1500 جنيه أما صاحب المزرعة فمكسبه قد يتعدى الـ2000 جنيه أسبوعيا، وهذا المبلغ يزيد في مواسم البيع مثل الأعياد وشهر رمضان وغيرها.
وأكد أحد كبار تجار الدواجن بالقرية ويدعى «نسيم نيازي» أن القرية بلا بطالة فرجالها ونساؤها وحتى أطفالها يعملون في المزارع لأنها مهنة غير مجهدة وتحتاج إلى رأسمال بسيط جدا فهناك مثلا سيدات يشترين «الكتاكيت» علما بأن سعر الكتكوت لا يتعدى الجنيه الواحد- ويقمن بعملية التربية أعلى أسطح المنازل وفي خلال أقل من شهر ونصف الشهر تقوم ببيع الدجاجة الواحدة بأكثر من 20 جنيها.
وهذا ما تؤكده أيضا سيدة من القرية تدعى «فريدة سيد»، والتي أوضحت أنها لجأت للعمل في تربية الدواجن داخل منزلها بعد وفاة زوجها وحاجتها للمال للإنفاق على أبنائها، مشيرة إلى أنها تحصل على الكتاكيت من أصحاب المزارع وتقوم بتسديد ثمنها بعد بيعها في السوق كطيور، وذلك يعود إلى وجود ثقة بين الأهالي وأنهم يعملون معاً للحفاظ على تميزهم بالعمل في هذه التجارة.
وبخلاف تربية وتجارة الطيور بالقرية انتشرت أيضا متاجر بيع البيض وشركات تقوم بتوزيعه على المصانع في معظم المحافظات وكذلك تصديره للخارج خاصة إلى الدول العربية كالسعودية والإمارات.

http://alraimedia.com/alrai/Article.aspx?id=275323&date=25122010