ندوة ارشادية للدكتور علاء عكاشة (مكتوبة)

من طرف **د علاء عكاشة** الجمعة مارس 25, 2016 10:02 pm

عزيزي المواطن... عزيزي المربي:

هل تعلم أن البروتين الحيواني هام جدا لبناء الأجسام و صحة الإنسان ؟..حيث أنه يساعد في منع مرض الأنيميا ‘ و العقل السليم في الجسم السليم و البروتين الحيواني هو اساس بناء الجسم السليم .

لذلك كانت صناعة الدواجن أحد إهتمامات الدول المتقدمة لتوفير البروتين الحيواني من لحم الطيور و من بيضها،بالإضافة إلي المصادر الأخري من لحم الماشية و ألبانها ....،

و استطاعت مصر بعد حرب 73 وحتى اﻵن من إنتاج معظم إحتياجها من لحوم الدواجن ، بل وقد قامت بتصدير الفائض من إنتاجها إلي الخارج قبل ظهور مرض انفلونزا الطيور بعام واحد.

ولكن كانت الطامة الكبري حين دخل مرض انفلونزا الطيور مصر حيث حصد هذا المرض ملايين من الثروة الداجنة بمصر و جعل كثير من أصحاب رؤوس الأموال يتراجعون عن استثمار أموالهم في هذا القطاع مما كان له ابلغ الأثر علي أسعار الدواجن و البيض و بالتالي علي أسعار اللحوم و الأسماك لأنها جميعا تتأثر أسعارها بسعر أي منهم وليت الضرر كان في توفر سلعة هامة جدا مثل لحوم الدواجن و بيضها و لكنه امتد إلي ارتفاع أسعار اللحوم و الأسماك مما سبب عبئا اقتصاديا فادحا علي إقتصاديات المواطن المصري و ارتفاع الأسعار و غلاء المعيشة و انخفاض قيمة الجنية المصري و أثر كل ذلك علي السلم و الأمن العام لان قطاع كبير من محدودي الدخل شعروا بصعوبة الحصول علي البروتين الحيواني الهام جدا علي المائدة المصرية مما جعل بعض الموظفين يقومون بعمل اعتصامات و إضراب عن العمل .

كما أن صناعة الدواجن ليست مستقلة بذاتها بل هناك صناعات ووظائف كثيرة مرتبطة بتلك الصناعة يعتاش عليها ملايين من المواطنين فعلي سبيل المثال فإن مصانع إنتاج العليقة و العاملين بها و مصانع إنتاج الأدوية البيطرية و مصانع إنتاج السقايات و و العلفات و الدفايات بالإضافة إلي السيارات التي تقوم بنقل الدواجن و الكتاكيت و البيض و السبلة وكذلك مجازر الدواجن و محلات بيع الدواجن و العاملين بها ‘ فكل هؤلاء العاملين في المهن المرتبطة بصناعة الدواجن تأثروا تأثيرا مباشرا بضرب صناعة الدواجن بمصر مما تسبب في تفاقم مشكلة البطالة بمصر .

نأتي اﻵن إلي أسباب هذه المشكلة في مصر ولماذا طال وجود هذا المرض بمصر لمدة تقترب من العشر سنوات رغم عدم استمراره في دول مثل إسرائيل أو تركيا لأشهر معدودة و استطاعوا التخلص منه ..؟

هل لأن الأطباء البيطريين بمصر لا يقومون بأداء عملهم علي خير وجه ؟؟ بالطبع غير صحيح فقد بذل الأطباء البيطريون أقصي جهدهم في محاربة هذا المرض اللعين و يقومون بالمرور علي مزارع الدواجن الكبيرة و اخذ العينات و القضاء بطريقة صحية سليمة علي الدواجن المصابة و تطهير المكان و تحصين الدواجن حوله كما تقول الدرسان العلمية الحديثة بالضبط ..

اذن ما هو سبب تفشي و توطن هذا المرض في بلادنا في حين استطاعت الدول الاخري سرعة القضاء عليه ؟؟؟

قد نتعجب حين نعرف أن السبب الأساسي التربية المنزلية في الريف المصري او بمعني آخر قلة الوعي عند المربية المصرية في الريف المصري فعلي الرغم من قيام الإذاعة و التلفزيون بعمل برامج توعية و إرشاد و قيام أطباء الإرشاد علي مستوي الجمهورية بتقديم النصح و الإرشاد إلي المرأة الريفية و تعريفها بالأسلوب الأمثل في تربية الدواجن إلا أنها مازلت مصرة علي الاستمرار في الأسلوب القديم في التربية و الذي يساعد علي انتشار المرض و استمراره في مصر ..و لكي نلقي الضوء علي هذا الخطأ في التربية الذي تقع فيه اﻵن معظم المربيات في ريف مصر سأشرح لكم باختصار ما هو هذا الخطأ : إن المرأة الريفية قد تعودت علي ترك الطيور بالشارع أمام بيتها و البط و الإوز في الترع أو تركها علي أسطح المنازل

وهذا خطأ كبير لان وجود الطيور مختلطة مع بعضها في الشوارع و الترع يساعد علي نشر المرض بسرعة مذهلة إذا ظهر في احد الطيور بل أكثر من ذلك يقوم البط بنشر المرض علي طول خط الترعة و في البلاد الموجودة علي جانبيها لان المرض شديد ألعدوي و ينتقل بالاختلاط المباشر عن طريق التنفس و وجود الطيور حرة علي أسطح المنازل يسبب أيضا انتشار المرض من السطح الذي به طيور مريضة إلي باقي الأسطح وذلك عن طريق الحمام و العصافير حيث ان براز الدجاج المصاب بالمرض به ملايين من ميكروب الأنفلونزا و إذا وقف عليه الحمام و العصافير التصق بأرجلهن و عند طيرانها و انتقالها إلي أسطح المنازل المجاورة سوف تنقل الميكروب إليها و تسبب عدوي الطيور بها دون أن تصاب هي بالعدوى حيث أن الحمام و العصافير لا تصاب بهذا المرض و أن كانت تساعد في نقلة من سطح إلي آخر وباستمرار الوضع فان هذا المرض لن يفارق بلادنا ( إلا أن يشاء الله ذلك ) ...

إذن ما هو الحل ؟؟؟

لا نستطيع أن نقول إن الحل هو القضاء علي التربية المنزلية بمصر هذا لا يجوز فهي تقدر بالمليارات و تساعد بصورة عملية علي توفير الدواجن و تساهم في بناء الاقتصاد القومي ..إنما الحل فهو بمنتهي البساطة تعريف المرأة الريفية بالأسلوب الأمثل و السهل جدا في تربية الطيور بحيث نمنع انتقال ألعدوي و المرض وذلك بتربية الطيور في عشش مغلقة محكمة جيدة التهوية بحيث لا يصل إليها الحمام و العصافير أو القطط و الفئران فوق أسطح المنازل أو خلف البيوت في الريف المصري و عدم إلقاء الطيور النافقة في الترع و المصارف او الطرقات بل نقوم بدفنها أو حرقها جيدا أو وضعها بكيس ثم نضع عليها بعض الكلور و إحكام غلقها و إعطائها إلي سيارة البلدية ..ورغم من بساطة هذا الأمر و أن أطباء الإرشاد البيطري طيلة العشر سنوات الماضية يجوبون القرى بالريف و يقومون بتعريف المربيات بهذا الأمر إلا أن الإستجابة للأسف إلي اﻵن مازالت ضعيفة جدا لذا لجأنا إلي إشراك جميع الطبقات المثقفة معنا كي نزيد من رقعة نشر الوعي فذهبنا إلي المدارس و الكليات و مراكز الشباب و الرياضة و استعنا بأئمة المساجد و قساوسة الكنائس و ذهبنا إلي معظم المصالح الحكومية و مراكز الشرطة و مديريات الأمن – فالمصلحة ليست قاصرة علي فئة واحدة في المجتمع و هي الأطباء البيطريين بل إنها تمتد إلي كل فئات الشعب فمن أجل توفير بيضة لكل طفل و من اجل توفير لحم الدواجن لأطفالنا ومن اجل الحفاظ علي اسعار البروتين الحيواني رخيص و في متناول المواطن المصري البسيط و من اجل الحفاظ علي صحتنا بل علي ارواحنا من خطر هذا المرض اللعين اذا لابد أن نتكاتف جميعا و نتعاون في التصدي لهذا المرض الخطير الذي ان تهيأت له الظروف المناسبة و استطاع التحور إلي العترة التي تنتقل من إنسان الي آخر ستكون الجائحة و تسبب الموت ليس للدواجن فقط بل لملايين من البشر لا قدر الله ..لذا نناشد جميع المثقفين و المتعلمين و المسئولين في هذه البلد مساعدتنا في نشر الوعي الصحي البيطري و نقل هذه الرسالة الي المرأة الريفية كي تلتزم بالأسلوب الأمثل في تربية طيورها داخل حظائر محكمة الغلق بحيث لا يصل إليها الحمام و العصافير و لا القطط و الفئران و أن لا تلقي الطيور النافقة في الترعة و الشوارع ............ مع تحيات د علاء عكاشة - مدير ادارة الارشاد البيطري بكفر الشيخ